جدد الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر( قدس سره ) (1) للناس عادة الذهاب إلى مسجد السهلة ليلة الأربعاء من كل أسبوع. وكان إذا خرج إلى السهلة في الليلة المعهودة يأمر بالخيام والبسط والأمتعة اللازمة لاستخدامها خلال فترة الاستراحة في طريقهم من النجف إلى المسجد، ويركب هو و تلامذته وحاشيته على الخيول المسرجة ويتبعهم خلق كثير من الناس . ((كما أن أخاه الذي يكبره سنا الشيخ محمد حسين كان من نوابغ طلاب العلم ، وقتل في ريعان شبابه خطأ وهو في طريقه إلى مسجد السهلة ، بطلقة نارية طائشة من أحد طلاب العلم الذين كانوا بأمر الشيخ كاشف الغطاء وتوجيهه - يتدربون في الصحراء خارج النجف على الرمي بالبنادق لغرض الدفاع عن هجمات الوهابيين التي كانت مستمرة على النجف وكربلاء
(1)هو العلامة الشيخ محمد حسن ابن الشيخ باقر ابن الشيخ عبد الرحيم ابن الأغا محمد الصغير ابن الأغا عبد الرحيم الشريف الكبير. صاحب الموسوعة الفقهية الإسلامية الكاملة ( جواهر الكلام ) ، من أعلام الطائفة الإمامية وفقهاء الاثني عشرية. نبغ في النجف الأشرف، وانتهت إليه مرجعية الشيعة ورئاسة الطائفة. ولد الشيخ ( صاحب الجواهر ) حدود سنة (1192 هـ ) في دار والده المجاورة للصحن الحيدري الشريف. أخذ عن الشيخ جعفر صاحب ( كشف الغطاء) وولده الشيخ موسى ، وعن صاحب(مفتاح الكرامة) ، وعن السيد أبي الحسن الحسيني العاملي ، وعن الشيخ قاسم محي الدين ، وغير هؤلاء من تلامذة الوحيد البهبهاني وبحر العلوم . اجتذب إليه طلاب العلم بفضل براعته البيانية وحسن تدريسه وغزارة علمه وثاقب فكره الجوّال وبحثه الدؤوب وانكبابه على التدريس والتأليف ، وكان مجلس بحثه يضم أكثر من ستين مجتهداً من المعترف لهم بالفضيلة. و من بعض آثاره جواهر الكلام ) الموسوعة الفقهية التي فاقت جميع ما سبقها من الموسوعات سعة وجمعاً وإحاطة بأقوال العلماء وأدلتهم، مضافاً إلى أنه كتاب كامل في أبواب الفقه كلها جامع لجميع كتبه. توفي صاحب الجواهر في غرّة شعبان يوم الأربعاء عند زوال الشمس سنة (1266 هـ ) في النجف الأشرف ودفن في مقبرته المعروفة والمجاورة لمسجده المشهور، وعلى مرقده قبّة من الكاشي الأزرق
اضافةتعليق
التعليقات